بيان إطلاق مجلس القراء السوريين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي نوَّر أهل القرآن بنور معرفته، وكسا وجوههم ضياءَ بهجته، وجعلهم من خاصة أحبابه، وجعل صدورهم أوعية كتابه. والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله خيرِ من تلا الكتاب حق تلاوته.

 وبعد:

فقد صحَّ عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه) وهذا خطاب عام للأمة فخَيرُ الناس من جمع هذين الوصفين.  وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: (إن لله أهلين من الناس قالوا يا رسول الله من هم؟ قال هم أهل القرآن أهل الله وخاصته) أي حفظة القرآن، العاملون به، القائمون بما فيه من أحكام، وأوامر، ونواهٍ.

وقد اهتم المسلمون منذ ظهور شمس الإسلام بالقرآن الكريم فحفظوه في صدورهم، وسجلوه في سطورهم، وقاموا بواجب تجويد كلامه، ومعرفة حروفه، واتقان حفظه، وتقويم لفظه، ورَعَوا جميع قراءاته ورواياته التي نزل بها الأمين جبريل عليه السلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يضيع منه حرفٌ، ولا تهمل منه روايةٌ، مما استقر في العرضة الأخيرة تحقيقاً بوعد الله تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ومن حيث إن كثيراً من حفاظ كتاب الله ومقرئيه وجامعي قراءاته، قد اضطروا إلى مغادرة وطنهم سوريا في ظل هذا الظرف الواقع المحتدِم، فكان لابد من هيئة اعتبارية علمية ومرجعية متخصصة للمقرئين والمعاهد والهيئات المعنية بإتقان الحفظ وتقويم اللفظِ بالسند المتصل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،  ليكون هذا المجلس (مجلس القراء السوريين) الذي يتبع المجلس الإسلامي السوري من خدام كتاب الله تعالى  محدَدَ الأهداف المتضمنة:

  1. ضبط وتوثيق الأسانيد والإجازات القرآنية

  2. رفع كفاءة المقرئين والحفاظ المجازين الجدد.

  3. خدمة النص القرآني وعلوم القرآن الكريم وما يستجد من مسائل علمية تخصصية.

  4. التنسيق بين الهيئات والمراكز القرآنية عند الحاجة وتبادل الخبرات سعياً لتوحيد مرجعية العمل القرآني.

  5. تعميق الصلة بين مشايخ القراء وزيادة التعاون والتنسيق بينهم.

  6. ضبط استخدام التقنيات الحديثة والوسائل المتطورة في إقراء ونشر القرآن الكريم.

هذا، ونسأل الله سبحانه أن يتمم نفع هذا المجلس لطلاب العلم والقراءات، ولا يخلي سعي من يتعب فيه من الأجر والثواب، وأن يبلغه ومن يقصده أعلى مراتب الجنان، وهو سبحانه وتعالى حقيق بأن يحقق رجاء الراجين تحقيقاً لوعده (أنا عند ظن عبدي بي) اللهم ظننا فيك، ورجاؤنا لديك، أنك: قريب، مجيب، غفور، عفو. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.

مجلس القراء السوريين
27 ربيع الآخر 1446هـ الموافق 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024م

Share This:

Leave Your Comments

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حقوق الطبع والنشر 2024, جميع الحقوق محفوظة